من البداية.. قصة نجاحي مع سوق الأسهم
أنا نور الأحمد وسأخبرك عن قصة نجاحي في سوق الأموال وتداول الأسهم، علها تكون شمعة تساعد أحدهم في تأمين حياة كريمة من خلال سوق الأسهم.
تخرجت سنة 2008 من جامعة دمشق بتخصص إدارة الاعمال التابع لكلية الاقتصاد، ولم يكن لدي الكثير من الخيارات لأعمل فيها وخاصة طبيعة دراستي التي تمنح الوظائف في اختصاص إدارة الاعمال اما لأبناء أصحاب الشركات او للمتقدمين للذكور، فلم أجد امامي سوى ان أقوم بالعمل كمحاسبة في أحد المتاجر الصغيرة في دمشق، هذا العمل البسيط الذي علمني أن أقوم بتوفير صغير للمستقبل عملا بمقولة “وفر قرشك الأبيض ليومك الأسود”، وتمكنت من توفير مبلغ يقارب 3000$.
بعدها تزوجت وانتقلت مع زوجي الى الامارات العربية، فقمت بوضع مدخراتي في صندوق استثمار مشترك كاستثمار اولي، وبسبب التزامي بتربية طفلتي ومسؤولياتي تجاه عائلتي لم أمتلك الوقت الكافي للعمل خارج المنزل، بعد فترة لم أستطع كبح فرحي عندما وجدت زيادة بنسبة 12% على المبلغ الذي اودعته في استثماري، فكسب 360دولار كان أمراً لا يصدق، هذا الامر جعلني ابحث عن كيفية الاستثمار.
مع مئات الأفكار حول كيفية بدأ مشروعي الخاص من هذا المبلغ، فعلياً كنت قد ضعت بين سلسلة لا تنتهي من الإمكانيات التي تحتاج جهداً وتخطيط إضافة الى التفرغ، بقيت هكذا ابحث عن مشروع مناسب حتى حصلت على نصيحة من احدى صديقاتي حين اخبرتها عن هذا الربح، فقالت (هل تعلمين أنك قادرة على أن تضاعفي هذا الربح خمسة لا بل عشر مرات إن قمت بالاستثمار في سوق الأسهم بدلا من البدأ بمشاريع لن تتمكني من ادارتها بسهولة).
وفعلاً هنا وجدت نفسي امام طريق من الأرقام والأسهم، مع صور كثيرة لخطوط بيانية املك عنها دراية بسيطة من دراستي التي مر عليها سنوات، ولكن لا مانع من البحث، في اليوم التالي بدأت بالبحث عن سوق الأسهم وكيفية التداول فيها، اشتركت بعدة مجلات اقتصادية، وقمت بمراقبة لكل النشرات الاقتصادية، لن اخدعك لم يكن من السهل ان ابدأ بالفهم ولكني تحليت بالصبر، فقد اردت ان أقوم بخطوات جريئة استثمر فيها كل مدخراتي، ربما سأكون متهورة قليلاً برأيك، ولكن المبتدأ لا يملك أي شيء كبير ليخسره، بإمكانه المغامرة وهذا ما فعلته.
هنا كانت البداية في استثمار الأسهم
بعد فهمي البسيط لألية عمل سوق الأموال والأسهم هذا، قمت بفتح حساب كوسيط باسمي ووضعت فيه مبلغ 1000$، وبدأ بالمراقبة، في احد الأيام عندما كنت اراقب الأسهم رأيت سهماً يسمى “The Sharper Image” كان سعره قد انتقل من مبلغ 8$ الى مبلغ 20$ وتتبعت اخباره، وعرفت بان الشركة سوف توسع اعمالها وتفتح عدة متاجر على الانترنت، راقبت مؤشرات اسهم هذه الشركة وبعد أيام عاد هذا السهم الى مبلغ 9$، لا ادري كيف تحمست وقمت بشراء مئة سهم مباشرة، بعد عدة أيام ارتفع السهم الى 21$ وهنا كانت فرحتي تعانق الغيوم ومباشرة قمت ببيعها لأحصل على ربح مضاعف، اصبح رأس المال الذي استثمره 2100دولار هل تتخيل في عدة أيام تضاعف استثماري بنسبة 100% وانا جالسة في منزلي وارعى طفلتي وعائلتي.
بعدها قررت ضرورة أن اعود وادرس سوق الأموال عبر الكتب التي تشرح الية التداول في سوق الأسهم، هذه الكتب ستوضح لك كيف تستثمر ومتى تشتري الأسهم والوقت الأنسب لتبيعها، أي ستعلمك أصول التداول، وطبعاً تابعت كل النشرات الاقتصادية، واستمعت إلى عشرات المحللين الاقتصاديين مع رغبة كبيرة مني في معرفة توقعاتهم.
بعض اخفاقاتي في تداول الأسهم
لا تتسرع وتحكم بان خطواتي كانت مدروسة لا بل تعرضت الى عدة خيبات في بحر الأسهم والأموال، فكنت قد اشتريت مئة سهم ب 70 نقطة للسهم دون ان ادرس حالة الشركة، وبعد يومين وعندما كنت اتناول الغداء رأيت الخط البياني للسهم ينهار بشكل صادم، لم اتمالك نفسي حتى افتتح سوق الأوراق المالية في اليوم التالي وبعت السهم مقابل 20 نقطة.
طبعا سوق الأوراق المالية والأسهم ذات تقلبات كبيرة فربما خطاً صغير او مشكلة لم تكن ظاهرة للعيان ستوقعك في خسائر كبيرة، فإحدى الشركات التي كنت قد استثمرت فيها انخفضت قيمة كل سهم بمقدار 100 نقطة فكانت خسارتي التي تلقيتها في 200 سهم كبيرة وذات وقع كبير علي.
طبعاً انا لا أقول لك ان الاستثمار في سوق الأسهم هو امر عشوائي، ولكن ما أود ان تعرفه بأنك ستربح وستخسر، والعبرة ان تتعلم اين تضع اموالك لا ان تضعها فحسب، تحتاج الى التفكير جيداً وتقدير الكم الذي ستتداول فيه، وتتعلم متى تشتري ومتى تبيع اسهمك، أي ان تنتقل عبر تجربتك الى مستوى تفكير جديد بعيد عن العاطفة والانفعال والتهور ايضاً.
كيف تطورت معرفتي وقدرتي بتداول أسهم البورصة
هناك مقولة في بلدي تقول “لا تضع كل اموالك في سلة واحدة، حتى لا تفقدها كلها دفعة واحدة”، وهذا ما بدأت باتباعه.
فقمت باستثمار صغير في ياهو وانتظرت حتى وصل سعر السهم الى 500دولار ثم بعته، بعد فترة انخفض سعر السهم بمقدار 4$، لن أنكر ان الاستثمار في بعض الشركات الكبيرة المعروفة بثبات سعر السهم فيها هو امر أمن جداً والخسارة فيه صغيرة، وسيمنحك هذا النوع من الاستثمارات أرباح صغيرة ولكنها تعتبر مدخلات جيدة.
ما اود فعلا أن اخبرك اياه أنى خلال الفترة الزمنية الممتدة من اول دخولي في عالم الاستثمارات وحتى سنة 2013 استطعت على ان اضاعف المبلغ الذي بدأت به بمقدار 800%، وصدقني انا كربة منزل، كان هذا المقدار من الربح في سوق الأسهم قادر على جلب السرور لحياتي، واكسبني شعور أنى أقوم بعمل مهم عدا رعاية اسرتي.
الاستعانة بمرشد وتعلم قراءة بيانات الاسهم
خلال سنوات تداولي في سوق الأسهم، كان سلوكي يمكن ان يتصف بالعشوائية، ومع التبدلات المستمرة من هبوط غير متوقع او صعود مفاجئ، اردت ان يكون التداول في الأسهم عملي ومصدر رزقي وطبعاً هنا لم يعد بالإمكان اتباع الأسلوب القديم، فقررت أنى يجب أن أحسن مهاراتي في تداول الأسهم، وأن ابدأ البحث عن شخص ما يساعدني في النجاح باستثمار الأسهم.
ومثل أي سيدة عربية لديها التزامات تمنعها من الخروج والالتحاق بدورات تدريبية خارج المنزل، توجهت مباشرة للبحث عنها عبر شبكة الانترنت، والتحقت بإحداها والتي للأسف لم تكن مفيدة لي ابداً، مع انها كانت مأجورة وكلفتني مبلغ لا بأس به.
استمريت في التداول ولكن بحرص ودون ان اضع نفسي في موضع خسارة، وفي أحد الأيام وبينما انا اقلب احدى المجلات الأجنبية شدتني قصة نجاح لاحد المستثمرين في سوق الأسهم، اذكر ان اسمه كان (دان زانجر)، في المقالة كانوا يصفون كيف حول مبلغ 11 الف دولار إلى مبلغ 42 مليون دولار وذلك خلال عام ونصف فقط، طبعاً لم اقف عند حدود المقالة بدأت في البحث عنه والتعرف على كل ما كتب عنه، حينها فعلاً شعرت بالإلهام، قد لا اعرف الشخص ولكني تعلمت الكثير من قصته، بحثت عن قصص نجاح لمتداولين أخرين عرب وأجانب، واطلعت على خبراتهم والكتب التي كتبوها عن انجازاتهم، وحقاً كانت هي مرشدي في عالم استثمار الأسهم.
تداول الأسهم بين الإنجاز وتحديات المستقبل
مع التحاق ابنتي بالمدرسة حصلت على مزيد من الوقت لاستثمره في التداول، بالإمكان القول أنى كنت اعمل بدوام شبه كامل من المنزل، بعد سلسلة من الربح والخسارة المتكررة التي لا أندم عليها لأنها علمتني الكثير، ثقلت مهارتي وأصبح اسلوبي في التداول أكثر ربحاً وأكثر منطقية واتساق، من قصة نجاح الكثيرين استلهمت نجاحي بتحويل مبلغ 24 ألف دولار إلى ما يساوي 200 ألف دولار من أرباح التداول في سوق الأسهم.
الان عندما انظر الى بدايتي الخجولة والطائشة وأين اصبحت بعد عدة سنوات من التداول في الأسهم، هذه المسيرة التي تتضمن مروري بالكثير من لحظات الفشل والكثير أيضاً من الأرباح التي أسعدتني، تعلمت كمتداولة كيف أقف من جديد بعد كل وقوع وفشل، وأن اتعلم من اخطائي والاهم ألا أيأس ابداً، آمنت بقدرتي على التعلم من كل عقبة وربح، فالتداول هو مهنتي وهو شغفي في الحياة، وهذه هي قصة نجاحي.