يستمر الناس رغم تغير أحوالهم وخلفياتهم التعليمية والمالية في خداع أنفسهم والاعتقاد بأن الراتب الذي يتحصلون عليه بشكل ثابت كاف تمامًا لتدبير أمور حياتهم ومعيشتهم، رغم أن العديد من المخاوف تسيطر عليهم في الحقيقة، فأسئلة مثل: كيف سأتكفل بنفقاتي بعد التقاعد؟ كيف أتدبر أموال التعليم اللازمة لأولادي؟ هل لدي ما من المال يكفي لمواجهة الطواريء الصحية أو الاجتماعية؟ هذه المخاوف وأكثر عادة ما تجول في خاطرهم والأولى ربما أن يركز هؤلاء على سؤال أهم، كيف أجني الأموال؟ وكيف أستثمر الأموال لأبني ثروة؟
الثروة نتاج الاستثمار الجاد بعد التخطيط الجيد
إذا بحثنا عن أكثر المستثمرين ربحًا فستجد القاسم المشترك الذي يربطهم بالتأكيد هما أمرين: تخطيط جيد – استثمار جاد وذكي. ففي ظل تسارع العالم اليوم، يجب أن تكون مستعدًا للعديد من التغيرات التي قد تطرأ في أي لحظة، وإعداد خطة استثمار جيدة تكون بمثابة حصن أمان لك ولعائلتك وتكون بوابة لزيادة مدخراتك في صورة استثمار يدر الربح. فهل خططت لصنع ثروتك؟
كيف أخطط لصنع ثروة باستثمار جيد؟
لابد أن تتذكر دائمًا القاعدة المحاسبية التقليدية والتي تنص على أن الأرباح هي القيمة المتبقية من طرح التكلفة من الإيرادات. يبدو الأمر منطقيًا أليس كذلك؟ وهذه هي أهم القواعد التي يجب أن تضعها بالحسبان في كل خطوة نحو الاستثمار، فكلما قللت من التكاليف التي تتكبد دفعها أو زادت الإيرادات فإن أرباحك تزيد وتقترب أكثر من هدفك. ويشمل ذلك كافة أنواع الاستثمار الممكنة.
لا تنساق كذلك وراء الإعلانات الكاذبة من بعد الوسطاء، حيث يدعي البعض أن بإمكانك صنع ثروة فقط عبر الاعتماد شراء سهم ما، على اعتبار أن قيمته ستضاعف كثيرًا قريبًا وهو ذو مخاطرة عالية للغاية، ولكن يجب الاحتياط واتباع التخطيط الجيد للاستثمار بتنويع محفظتك الاستثمارية لتكون متوازنة.
لا تتسرع في اتخاذ قراراتك المالية
هناك العديد من الفرص التي يدّعي أصحابها أنها فرصًا ذهبية للاستثمار، بينما في الحقيقة هي خطرة للغاية أو غير مجدية بشكل عملي. ما يحدد ذلك هو تحليل السوق الذي يتضمن هذه الفرصة بشكل جيد ومقارنته بالبدائل المتاحة بدقة لتفادي تكلفة كبيرة للفرص البديلة.
كذلك يجب ألا تعتمد على البعد عن المخاطرة بشكل دائم لأن ذلك لن يكفل لك استثمار جيد، ولكن عليك حساب المخاطرة ومحاولة تقليلها قدر الممكن عند نفس مستوى الأرباح، بتنويع الاستثمارات، والحصول على استشارة مالية جيدة قبل الإقدام على الاستثمار بمجال جديد.
قد يهمك: بناء الثروة من خلال الاستثمار طويل الأجل في الأسهم
أنت بحاجة إلى الأرباح دائمًا
تذكر ذلك جيدًا عند استثمارك، فالهدف الأساسي من الاستثمار هو الربح. ولذا فكل النقود التي تستثمرها الآن يجب أن تعود لك بأرباح إضافية، فتعامل مع أموالك، ومدخراتك بحكمة لأنها أداتك الأهم في الاستثمار.
تعلّم السوق لتقتنص الفرص
السوق العالمي صار منفتحًا أكثر من أي وقت مضى، وأدوات الاستثمار به أصبحت متاحة للجميع تقريبًا. لذا فعملية كسب المال وتحقيق ثروتك الشخصية لم تعد صعبة إذا بدأت بتعلم أساسيات السوق لتتمكن من التعاطي معه بشكل أكثر احترافية، ولأن متابعة السوق اليوم، تكشف أسراره غدًا، وتصبح الفرص الخفية بمتناولك أيضًا.
الادخار شريان الاستثمار
الثروة لا تتوقف على الاستثمار وفقط، فالادخار عامل مهم، فهو الذي يوفر رأس المال الأنسب والأقل كلفة، لكونه تمويلًا شخصيًا لا تكاليف فيه مقارنة بالاقتراض وغيره من وسائل التمويل الأخرى. لذلك فالادخار أولا بأولًأ يمنحك الفرصة لاحقًا لاستخدام هذه الأموال في استثمار يدر عائدًا ثابتًا أو متزايد لك.